العرائش تجسد قيم التضامن اتفاقية صحية واجتماعية رائدة بين جمعية الكرامة والجمعية الإقليمية لمرضى الصرع
تواصل مدينة العرائش بالمغرب تعزيز مكانتها كفضاء رائد للعمل التضامني والاجتماعي، عبر مبادرات نوعية تجسد روح التعاون والتكافل بين مختلف مكونات المجتمع المدني. وفي هذا الإطار، شهدت المدينة يوم الخميس 28 غشت 2021 توقيع اتفاقية شراكة صحية واجتماعية هامة بين جمعية الكرامة لبحارة الصيد الساحلي بالعرائش والجمعية الإقليمية لمرضى الصرع والإعاقة، في خطوة رائدة نحو تحسين الخدمات الطبية والاجتماعية، ودعم الفئات الأكثر هشاشة داخل الإقليم.
هذه الاتفاقية لا تقتصر فقط على تقديم خدمات صحية محدودة، بل ترسم معالم مشروع متكامل يعزز قيم التضامن الاجتماعي ويدعم الفئات المعوزة من مرضى الصرع والجهاز العصبي، إلى جانب توفير خدمات وقائية وعلاجية لفائدة البحارة وعائلاتهم.
خلفية عن الاتفاقية وأهدافها
جاء توقيع هذه الاتفاقية استجابة لحاجة ملحة على مستوى مدينة العرائش، حيث يواجه عدد من المواطنين، خصوصاً الفئات الهشة، صعوبات كبيرة في الحصول على خدمات طبية متخصصة، سواء بسبب البعد الجغرافي أو محدودية الإمكانيات المادية.
وتهدف الاتفاقية بشكل أساسي إلى:
- تعزيز التعاون المشترك بين الجمعيتين في المجالين الصحي والاجتماعي.
- توفير الدعم والمساعدة لمرضى الصرع والإعاقة وأمراض الجهاز العصبي.
- تقريب الخدمات الطبية من البحارة وعائلاتهم.
- تشخيص مبكر للأمراض العصبية عبر تجهيزات طبية أساسية.
- تنظيم حملات طبية وتوعوية مشتركة لفائدة ساكنة الإقليم.
- تأطير العمل المشترك وتوحيد الجهود لضمان استمرارية المبادرة.
التزامات الأطراف في الاتفاقية
نصت بنود الاتفاقية على التزامات واضحة لكل طرف:
-
الجمعية الإقليمية لمرضى الصرع والإعاقة:
- توفير جهاز التخطيط والكشف الكهربائي EEG الضروري لتشخيص أمراض الجهاز العصبي.
- توفير طبيب مختص أو متعاون للكشف وتشخيص الحالات المرضية.
- المساهمة في الحملات التوعوية والتحسيسية الموجهة للساكنة.
-
جمعية الكرامة لبحارة الصيد الساحلي بالعرائش:
- تهيئة وتوفير القاعة اللازمة لتشغيل الجهاز الطبي.
- ضمان الظروف الملائمة لإجراء الفحوصات.
- التنسيق مع البحارة وعائلاتهم للاستفادة من الخدمات الصحية.
كما تم التنصيص على أن الاتفاقية قابلة للحل في حال تقدم أحد الطرفين بطلب رسمي، مما يعكس الطابع التعاقدي والشفاف للتعاون بينهما.
أهمية الاتفاقية في تعزيز التضامن الاجتماعي
تُعد هذه المبادرة أكثر من مجرد اتفاقية صحية، فهي تجسد قيمًا إنسانية عميقة مثل:
- التضامن والتكافل: إذ تهدف إلى دعم الفئات الهشة من مرضى الصرع والإعاقة.
- المسؤولية الاجتماعية: حيث تسهم الجمعيتان في خدمة المجتمع بما يتجاوز حدود أنشطتهما التقليدية.
- التكامل المؤسساتي: التعاون بين جمعيات مختلفة التوجهات لخدمة هدف مشترك.
- الاستدامة الصحية: توفير تجهيزات وخدمات وقائية تقلل من تفاقم الأمراض.
أثر المبادرة على ساكنة العرائش
من المتوقع أن يكون لهذه الاتفاقية انعكاسات إيجابية مباشرة على:
- مرضى الصرع والإعاقة: عبر توفير خدمات تشخيصية وعلاجية قريبة منهم.
- البحارة وعائلاتهم: عبر تقريب الخدمات الطبية وتحسين ظروفهم الصحية.
- المجتمع المدني المحلي: من خلال تعزيز ثقافة الشراكة والتعاون الميداني.
- المنظومة الصحية بالإقليم: بتخفيف الضغط على المستشفيات وتوسيع نطاق الخدمات.
شهادات ومواقف الجمعيات
أكد ممثلو الجمعيتين خلال حفل توقيع الاتفاقية أن هذه الخطوة تمثل بداية مسار جديد من التعاون، معبرين عن التزامهم بمواصلة تطوير آليات الشراكة، وتوسيع نطاقها لتشمل مبادرات صحية واجتماعية أخرى مستقبلاً.
كما أبرزوا أن الاتفاقية تجسد مبادئ العمل التشاركي، وتعكس الإرادة الجماعية لخدمة الفئات الأكثر هشاشة، في انسجام تام مع قيم المجتمع المغربي المبنية على التضامن والتآزر.
العرائش.. مدينة رائدة في العمل التضامني
تعتبر مدينة العرائش من المدن المغربية التي عرفت تاريخياً بقيمها الإنسانية والتضامنية، حيث لعبت جمعيات المجتمع المدني دوراً محورياً في دعم الفئات الضعيفة، وإطلاق مبادرات إنسانية وصحية واجتماعية.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقية ليعزز هذه الصورة الإيجابية، ويضع العرائش في صدارة المدن المغربية الرائدة في مجال المبادرات التضامنية.
آفاق مستقبلية للتعاون
تفتح هذه الاتفاقية المجال أمام مبادرات جديدة في المستقبل، من أبرزها:
- إطلاق حملات صحية موسعة للكشف المبكر عن الأمراض العصبية.
- تنظيم ندوات وورشات تحسيسية لفائدة البحارة والساكنة.
- توسيع نطاق الشراكة لتشمل مجالات اجتماعية أخرى مثل محاربة الإدمان ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة.
- إدماج هذه المبادرات ضمن استراتيجية شاملة للتنمية المحلية بالعرائش.
خاتمة
يشكل توقيع الاتفاقية الصحية والاجتماعية بين جمعية الكرامة لبحارة الصيد الساحلي بالعرائش والجمعية الإقليمية لمرضى الصرع والإعاقة محطة مفصلية في مسار التعاون المدني بالمدينة. فهي مبادرة إنسانية تحمل في طياتها دلالات عميقة عن قيم التضامن، وتفتح آفاقاً واعدة لمستقبل أفضل للساكنة، خاصة الفئات الهشة.
وبهذا تؤكد العرائش من جديد أنها مدينة الوفاء والكرامة والتضامن، حيث يظل الإنسان محور التنمية وركيزة أساسية في جميع المبادرات.
- العرائش
- التضامن الاجتماعي
- جمعية الكرامة لبحارة الصيد
المصادر والمراجع
- موقع أحداث ميديا (2021): الخبر الأصلي حول توقيع الاتفاقية.
- تقارير محلية عن مبادرات المجتمع المدني بمدينة العرائش.
- بيانات الجمعيات المشاركة في الاتفاقية.
تعليقات
إرسال تعليق