محمد العوفي : المناضل الهادئ
لم نجد له تشبيها إلا أنه كان هادءا كبركان إن إنفجر ملئ الدنيا بالقذائف والحمم . وبعد خمول البركان، لا تعدم فوائده فالبركان بعد الثورة يخرج المكبوتات الكامنة في باطن الأرض، وحممه تكسو الأرض بطبقة جديدة غنية بالمعادن والأحجار الكريمة .
ذاك هو محمد العوفي المناضل الهادئ صاحب الغيرة الصادقة على ميناء العرائش؛ غيرة من القلب إلى القلب لا تشوبها شائبة ؛ مبادئه وقناعاته ليست سلعة ولا بضاعة ولا تباع ولا تشترى . إن رفعت أعلام النضال تجده أول من انبرى .
شغل منصب مستشار في نقابة الإتحاد الوطني للشغل بالمغرب قبل أن يكون أحد مؤسسي نقابة البحارة المنضوية تحت لواء الإتحاد المغربي للشغل؛ فكان ممن إنطلقت على أيديهم شرارة إضراب بحارة العرائش لسنة 2011 ؛ فنال نصيبه من الشتم والسب والقذف والتضييق والحصار. .. فأصبح واحداً من المغضوب عليهم داخل الميناء؛ وبالتالي أصبح من الصعب مما كان ان يجد موطئ قدم للعمل على ظهر مركب من المراكب؛ فحول الوجهة إلى التجارة في سوق السمك لكنه وجد أيضا محاربة شرسة من أولائك الذين احتكروا سوق السمك بالميناء فتوالت عليه الضربات إلى أن فقد رأسمال الغيورين الذين مولوه؛ وتراكمت الديون فاستحال عليه المواصلة
فاتخد قرار الرحيل في صمت هروبا من ضجر القيل و القال تاركاً مورد رزقه و مفارقا الأصحاب و الرفاق .
وبالتالي فقد الميناء من جديد أحد أبنائه البررة ممن لديهم غيرة صادقة وأهداف نبيلة اتجاه ميناء العرائش.
فلطلاما أخبرنا أنه يرى الحلم أكبر لكنه كان على علم بأن اليد أقصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق